(وما أمروا إلا ليعبـدوا الله مخلصـين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) [البينة: 5]
(وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) [مريم: 31]
(وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين) [يونس: 87]
وترتبط الصلاة بالإيمان بالغيب والإنفاق:
(الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) [البقرة: 3]
وترتبط بالصبر والخشوع وبسائر الشعائر:
(واستعينوا بالصبر والصلاة وإِنها لكبيرة إلاَّ على الخاشعين) [البقرة: 45]
(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) [البقرة: 43]
وإنها صفة ملازمة للمؤمنين:
(قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون) [المؤمنون: 1، 2]
(والذين هم على صلواتهم يحافظون) [المؤمنون: 9]
( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون. وبالأسحار هم يستغفرون) [الذاريات: 17، 18]
(وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون) [الأنعام: 92]
(الذين هم على صلاتهم دائمون) [المعارج: 23]
(والذين هم على صلاتهم يُحافظون) [المعارج: 34]
وللصلاة أثر كبير في حياة الإنسان. فبالإضافة لما ذكر أعلاه فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) [العنكبوت: 45]
والصلاة شعيرة رئيسة للعبادة يقوم بها الإنسان المؤمن والطير ومخلوقات كثيرة، وكل ما في السموات والأرض يسبح بحمده:
(ألم تر أن الله يُسبح له من في السموات والأرض والطير صافاتٍ كُل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) [النور: 41]
وكانت محور دعاء إبراهيم - عليه السلام -:
(ربّ اجعلني مُقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء) [إبراهيم: 40]
ولهذه الخصائص العظيمة كانت الصلاة فرضاً على المسلم فرضه الله - سبحانه وتعالى - وأمراً من عنده:
(قُل لعبادي الذي آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال) [إبراهيم: 31]
وكذلك:
(فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جُنُوبِكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً مَوْقُوتاُ) [النساء: 103]
(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) [البقرة: 43]
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) [البقرة: 238]
ويتوالى الأمر بالصلاة والإلحاح بها إلحاحاً شديداً بأساليب متعددة، حتى لا يبقى عذر لمن يريد أن يتفلت منها:
(والذين يمسكون بالكتاب وأقامُوا الصلاة إنا لا نضِيعُ أجر المُصْلِحين) [الأعراف: 170]
وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: " لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ". ثم قال: " ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل ". قال: ثم تلا: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم) [السجدة: 16]
حتى بلغ (يعملون). ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعمـوده وذروة سنامه؟ ! " قلت: بلى! يا رسول الله! قال: رأس الأمر الإسلام، وعمـوده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد ". ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: بلى! يا نبي الله! فأخذ بلسانه قال: " كف عليك هذا "، فقلت: يا نبي الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " (2).
فالصلاة هنـا في هذا الحديث الشريف: " عمود الأمر "، أيّ عمود الإسلام! وكان أول ما أوصى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل أن يعبد الله ولا يشرك به شيئاً، ثم تلا ذلك مباشرة: " وتقيم الصلاة "!
ثم جاءت التوصية على صلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا الآيات من سورة السجدة. ونذكر هنا الآيات من هذه السورة: (إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خَرُّوا سُجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون. تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قُرَّة أعين جزاء بما كانوا يَعملون) [السجدة: 15- 17]
ومن هذا العرض السريع الموجز ندرك أهمية فريضة الصلاة حتى كانت أهم ركن بعد الشهادتين في الإسلام، الإسلام الذي بني على أركانه الخمسة:
فعن ابن عمر - رضي الله عنه - عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:
(بني الإسـلام على خمس: " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، و إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان). [أخرجه: أحمد والشيخان والترمذي والنسائي] (3)
وقد جاءت كلمة الصلاة ومشتقاتها في تسع وتسعين آية، في أربعين سورة تقريباً من القرآن الكريم.